ما زالتِ المنطقة التي اكتُشفت فيها، خلال شهر يناير الماضي، على شاطئ
أنزا نواحي مدينة أكادير، آثارُ أقدام ديناصورات تعود إلى 84 مليون سنة،
تحبَل بكثير من الأسرار؛ فبعد اكتشاف عشراتٍ من آثار أقدام الديناصورات،
خلال المدّ البحريّ الذي ضرب المنطقة شهر يناير الماضي، أعلنت جمعية
بييزاج، المعنية بشؤون البيئة، عن اكتشاف آثار أقدام بشرية ضخمة، إلى جانب
آثار أقدام الديناصورات على الصخور المحاذية لشاطئ أنزا.
وحسب ما أفاد به رئيس جمعية بييزاج، رشيد فاسح، فقد تمّ اكتشاف آثار
أقدام بشرية عملاقة، خلال الزيارة التي قام بها أعضاء الجمعية رفقة شباب
أنزا، لاكتشاف الإرث التاريخي والاركيولوجي لأثار أقدام الديناصورات، حيث
أفضت عملية المسح للمنطقة التي اكتشفت فيها آثار الديناصورات، خلال فترة
الجزر، إلى العثور على آثار أقدام بشرية عملاقة.
وتأكّد الفريق الفني والعلمي لجمعية بييزاج، حسب ما أفاد به رئيس
الجمعية، من خلال التجربة والخبرة بتاريخ الفن والحضارة وشكل الإنسان، التي
راكمها الفريق العلميّ، أنّ الآثار التي عُثر عليها هي أثار ناثئة لأقدام
بشرية يُمنى ويسرى، سواء من حيثُ شكلها أو حجمها أو تكوينها، "وهو ما اندهش
له أعضاء الجمعية، وتجعلنا أمام أسئلة كبرى حول تطور السلالة البشرية
وحجمها وبنيتها الجسدية وظروف عيشها وتنقلها وعلاقتها بمرحل الدينصورات".

ويبلغ طول شكليِْ القدميْن البشريتين اللتين اكتشفهما الفريق العلميّ
لجمعية بييزاج، بمعية شباب أنزا، بين ثنايا الصخور والآثار التي تزخر بها
المنطقة، ما بين 35 إلى 41 سنتمترا، وهو الطول الذي اعتبره الفريق العلميّ
أضخم، مقارنة مع حجم الأرجل البشرية في العصر الحالي، وهو ما يتطلب، حسب
المكتشفين، تكثيف البحث العلمي وتعميقه، لمعرفة ما إن كان الإنسان قد عاش
في المنطقة قبل ملايين السنين، خصوصا بعد تأكيد باحثين جامعيين وجود مغارات
ورفات قديمة لإنسان أكادير القديم بقدم جبل أكادير أوفلا.
وفيما يقول الفريق العلميّ لجمعية بييزاج، إنّ المنطقة التي اكتشفت فيها
آثار أقدام ديناصورات خلال شهر يناير الماضي، والتي يصل عددها إلى حوالي
سبعين آثارا، من مختلف الأحجام، بحاجة إلى مسح بأدوات وآليات تكنولوجية
عالية الدقة، تستخدم في عمليات التصوير بالأشعّة، إلا أنهم يطالبون، في
المقابل، بحماية التراث الكوني الذي تمّ اكتشافه في المنطقة، بعد اكتشاف
محاولات إتلاف للآثار التي اكتشفت مؤخرا، من خلال نقش أسماء وعبارات عليها.
